الرّسمُ بالكلماتِ ::
كلمآت : نزآر قبّاني
ألحآن وغناء : الموسيقآر كاظم السآهر
لا تطلبي منّي حساب حياتي
إنّ الحديثَ يطول يا مولاتي
كلّ العصور أنا بها فكأنما
عمري ملايينٌ من السنواتِ
تَعِبَت من السفرِ الطويلِ حقائبي
وتعبتُ من خيلي ومن غزواتي
لم يبقَ خدٌ أسمرُ او أبيضٌ
الا زرعتُ بأرضه راياتي
واليومَ أجلسُ فوق سطح سفينتي
كاللّص أبحثُ عن طريق نجاة
أين السبايا أين ما ملكت يدياين البخور يضوعُ من حجراتي
اليوم تنتقمُ الخدود لنفسها
وتردُّ لي الطعناتِ بالطعناتِ
إنّي كمصباح الطريق صديقتي
أبكي ولا احد يرى دمعاتي
لاتطلبي مني حساب حياتي
إنّ الحديثَ يطولُ يا مولاتي
أنا عاجزٌ عن عشق ايّة نملةٍ
او غيمةٍ .. عن عشق اي حصاة
جربتُ الف محبة ومحبة
فوجدتُ أفضلها محبة ذاتي
فالحبُ أصبحَ كلهُ متشابها
كتشابهِ الأوراق في الغابات
كلّ الدروب أمامنا مسدودة
وخلاصنا في الرّسم بالكلماتِ
..
رآئعة أدبية قبل أن تكون فنية , من أجمل ماكتبت أنآمل نزآر وخصوصآ أنها حالة تختلف
عن حآلات العشق والغرآم والهيآم , فهي منفردة عن جميع قصآئده , ولا أعلم لماذا خطر
ببآلي عند قراءتها وسماعها أنّ نزآر كتبها محاكٍ بها بعضًا من شهريآر !!!
يصور لنا النص ذلك الرجل الذي أتعبه عشقه وتنقله من امرأة لأخرى ومن حبٍ لآخر
وكأن النسوة يجرون مجرى الدم في جسدهـ !!
يبدأ النص بحديث من أثقلته الهموم والموآجع , وكأنه يفسّر ويوضّح أسباب ما أصابه
وما أثقل كاهله , ويرى أنه لو بدأ بشرح ما ألمّ به وما أوصله لهذهـ الحآلة فهو يحتآج
مرآجعة جميع مرآحل حياته ولو فعلها فلن تكفيه الثوآني ولا الدقآئق ولا الأيام ولا الشهور
في تفصيلهآ ..
ولكن يبدو أنه قال ذلك من بآب الايحآء أنه حيآته كانت مليئة بالموآقف والأحدآث التي
نصّبته ملكًا ومن ثم سحبت منه البسآط ليعودَ خالي الوفآض ..
ويبدو أن النص كان تمردًا من نزآر وما أجمله من تمرّد عندما يلامس فكر القيصر
وشفتآهـ واحساسه وخيآله , فهو يصور عآشق النسآء الذي من كثر النسوة اللاتي
تعرف عليهن وكأنه عآش في كل العصور , وأُرهق من كثرة الأسفآر والانتقآل
من هذهـ لتلك , ومن خوض المعآرك لنيل رضآهن الصعب والمحبب في نفس
الوقت ..
وهو يصوّر الخدّ كنايةً عن المرأة فلم يكن يفرق عنده البيضآء أو السمرآء
فجميعهن يطفآنِ نيرآن حبه وعشقه , وهو يصور المرأة هنا وكسب رضآها
باحتلال الأرض هنا ونرى التصوير يكمن في لفظ ( الرآية ) , فالمتعآرف عليه
أن الجيش قديمًا وحتى الآن عندما يستوطن أرضًا أول مايفعله هو نصب العلم
أو الرآية دلالة الاستيطآن وهو مافعله هذا العآشق المتنقل من خدِ إمرأةٍ لخدِ
أخرى , ومن سمرآء لبيضآء لسمراء وهكذا دوآليكـ ..
وبعد كل مارآهـ وعآيشه من أمورٍ يهوآها كل رجل تغيّر الحآل وأصبح كالتآئه
الضآئع الفآقد لكل ماتنعّم به بسبب طمعه وغريزته وقد يكون بسبب تشبعه
والملل الذي أصبح يرآفقه كظله , حتى أنه في وسط أرضه يشعر نفسه كالمتخفي
عن أعيّن النآس فكل سبل النجآة مما أصابه قد تقطّعت بسبب ما اقترفه في حيآته ..
يعود ليتذكر تلكـ الأيآم التي خُلّدت في خيآله وأصبحت مجرّد ذكرى , فيتسآءل
نفسه علّه يجد السبب ورآء كل ذلك :
أين من كنّ حولي من السبآيا - وهم أسرى الحرب - ومُلْكُ اليمين وهم - الجوآري -
وأين ذلك البخور والرآئحة العطرة التي كآنت تعجّ بها حجرآت قصري ؟؟
أين هم الآن عني وقد أصبحتُ في حآلة حوآرٍ مع الذآت مشتت العقل ..
وبعد هذهـ التسآؤلات يعود ليجيب عنها بكل صدق , وببيت أجده الأروع
والأجمل والأكمل من جميع النوآحي الأدبية :
اليوم تنتقم الخدود لنفسها
وترد لي الطعنات بالطعنات
وكأنه يرى أنّ مآفعله في مجمل حيآته انقلب وبآلاً عليه الآن , وبدأ مسلسل
الانتقآم من تلك الخدود التي حآرب لأجلها أيآمًا وأيآمًا حتى حصل عليها
وبدأ يبحثُ عن أخرى وأخرى , واليوم أصبح الدور لتلك الخدود كي
ترد ما تشرّبته منه وتحرمه مما عآش طوآل حياتِه متنقلا لأجله ومقتنيًا له
أو كأن ما أصابه هو جزاءًا له عما اقترفه بحقهن ..
ويصف لنا ذلك المتألّم نفسه بوصفٍ يعبّر عما وصل له وكأنه مصبآحٌ
يضئ للنآسِ طريقهم , ومصبآح الطريق في الغآلب لايجد الاهتمام من
قبل المآآرة ففائدته في انارة دربهم ولايلقون حتى النظر إليه , فهو يرى
نفسه كذلك المصبآح الظآهر منه نورهـ ولكن مايكمن دآخل هذا النور
لا أحد يعلمه اطلاقًا..
حالةٌ أخرى يقرأها لنا القيصر موسيقيآ بشكل خرآفي ومعبّر جدًا وينقلنا إليها
الشآعر متقمصًا بها ذلك الموجوع , فيصف نفسه بالعجز عن الخوض في العشق
وذكر لنا الشآعر أمثلة تعبّر عن العجز فعلاً ولها مدلولاتها ( نملة – غيمة – حصآة )
ولو فكرنا قليلاً في مدلول كل لفظ مما سبق لرأينا الابهآر في الاختيآر ..
العجز في عشق هذه الألفآظ يكمن في أن النملة تعتبر من أصغر المخلوقآت
وأضعفها وقد لاتُرى أحيآنًا فهو يعجز عن عشقها , والغيمة ليست ثآبتة وقد
تزول بمجرّد هطول المطر منها , أمّا الحصآة فهي جمآد لااحسآس ولاشعور
فوصلت به حآلته للعجز حتى عن عشق ذلك الجمآد !!!
فلم يعد للحب طعمٌ أو لونٌ أو مذآق لديه وبعد تنقلاته الكثيرة من حب هذه وتلك وجد
أن حب ذآته والاكتفآء بهذا الحب أفضلها , ويبدو أن ماعآيشه أفقده ذلك الشعور
الجميل وذلك الاحسآس العآلي الرفيع , وسُدّت جميع طرق النجآة لديه الا طريق
وآحد وهو كتآبته لكل ماعايشه ومايشعر به ..
كلمآت : نزآر قبّاني
ألحآن وغناء : الموسيقآر كاظم السآهر
لا تطلبي منّي حساب حياتي
إنّ الحديثَ يطول يا مولاتي
كلّ العصور أنا بها فكأنما
عمري ملايينٌ من السنواتِ
تَعِبَت من السفرِ الطويلِ حقائبي
وتعبتُ من خيلي ومن غزواتي
لم يبقَ خدٌ أسمرُ او أبيضٌ
الا زرعتُ بأرضه راياتي
واليومَ أجلسُ فوق سطح سفينتي
كاللّص أبحثُ عن طريق نجاة
أين السبايا أين ما ملكت يدياين البخور يضوعُ من حجراتي
اليوم تنتقمُ الخدود لنفسها
وتردُّ لي الطعناتِ بالطعناتِ
إنّي كمصباح الطريق صديقتي
أبكي ولا احد يرى دمعاتي
لاتطلبي مني حساب حياتي
إنّ الحديثَ يطولُ يا مولاتي
أنا عاجزٌ عن عشق ايّة نملةٍ
او غيمةٍ .. عن عشق اي حصاة
جربتُ الف محبة ومحبة
فوجدتُ أفضلها محبة ذاتي
فالحبُ أصبحَ كلهُ متشابها
كتشابهِ الأوراق في الغابات
كلّ الدروب أمامنا مسدودة
وخلاصنا في الرّسم بالكلماتِ
..
رآئعة أدبية قبل أن تكون فنية , من أجمل ماكتبت أنآمل نزآر وخصوصآ أنها حالة تختلف
عن حآلات العشق والغرآم والهيآم , فهي منفردة عن جميع قصآئده , ولا أعلم لماذا خطر
ببآلي عند قراءتها وسماعها أنّ نزآر كتبها محاكٍ بها بعضًا من شهريآر !!!
يصور لنا النص ذلك الرجل الذي أتعبه عشقه وتنقله من امرأة لأخرى ومن حبٍ لآخر
وكأن النسوة يجرون مجرى الدم في جسدهـ !!
يبدأ النص بحديث من أثقلته الهموم والموآجع , وكأنه يفسّر ويوضّح أسباب ما أصابه
وما أثقل كاهله , ويرى أنه لو بدأ بشرح ما ألمّ به وما أوصله لهذهـ الحآلة فهو يحتآج
مرآجعة جميع مرآحل حياته ولو فعلها فلن تكفيه الثوآني ولا الدقآئق ولا الأيام ولا الشهور
في تفصيلهآ ..
ولكن يبدو أنه قال ذلك من بآب الايحآء أنه حيآته كانت مليئة بالموآقف والأحدآث التي
نصّبته ملكًا ومن ثم سحبت منه البسآط ليعودَ خالي الوفآض ..
ويبدو أن النص كان تمردًا من نزآر وما أجمله من تمرّد عندما يلامس فكر القيصر
وشفتآهـ واحساسه وخيآله , فهو يصور عآشق النسآء الذي من كثر النسوة اللاتي
تعرف عليهن وكأنه عآش في كل العصور , وأُرهق من كثرة الأسفآر والانتقآل
من هذهـ لتلك , ومن خوض المعآرك لنيل رضآهن الصعب والمحبب في نفس
الوقت ..
وهو يصوّر الخدّ كنايةً عن المرأة فلم يكن يفرق عنده البيضآء أو السمرآء
فجميعهن يطفآنِ نيرآن حبه وعشقه , وهو يصور المرأة هنا وكسب رضآها
باحتلال الأرض هنا ونرى التصوير يكمن في لفظ ( الرآية ) , فالمتعآرف عليه
أن الجيش قديمًا وحتى الآن عندما يستوطن أرضًا أول مايفعله هو نصب العلم
أو الرآية دلالة الاستيطآن وهو مافعله هذا العآشق المتنقل من خدِ إمرأةٍ لخدِ
أخرى , ومن سمرآء لبيضآء لسمراء وهكذا دوآليكـ ..
وبعد كل مارآهـ وعآيشه من أمورٍ يهوآها كل رجل تغيّر الحآل وأصبح كالتآئه
الضآئع الفآقد لكل ماتنعّم به بسبب طمعه وغريزته وقد يكون بسبب تشبعه
والملل الذي أصبح يرآفقه كظله , حتى أنه في وسط أرضه يشعر نفسه كالمتخفي
عن أعيّن النآس فكل سبل النجآة مما أصابه قد تقطّعت بسبب ما اقترفه في حيآته ..
يعود ليتذكر تلكـ الأيآم التي خُلّدت في خيآله وأصبحت مجرّد ذكرى , فيتسآءل
نفسه علّه يجد السبب ورآء كل ذلك :
أين من كنّ حولي من السبآيا - وهم أسرى الحرب - ومُلْكُ اليمين وهم - الجوآري -
وأين ذلك البخور والرآئحة العطرة التي كآنت تعجّ بها حجرآت قصري ؟؟
أين هم الآن عني وقد أصبحتُ في حآلة حوآرٍ مع الذآت مشتت العقل ..
وبعد هذهـ التسآؤلات يعود ليجيب عنها بكل صدق , وببيت أجده الأروع
والأجمل والأكمل من جميع النوآحي الأدبية :
اليوم تنتقم الخدود لنفسها
وترد لي الطعنات بالطعنات
وكأنه يرى أنّ مآفعله في مجمل حيآته انقلب وبآلاً عليه الآن , وبدأ مسلسل
الانتقآم من تلك الخدود التي حآرب لأجلها أيآمًا وأيآمًا حتى حصل عليها
وبدأ يبحثُ عن أخرى وأخرى , واليوم أصبح الدور لتلك الخدود كي
ترد ما تشرّبته منه وتحرمه مما عآش طوآل حياتِه متنقلا لأجله ومقتنيًا له
أو كأن ما أصابه هو جزاءًا له عما اقترفه بحقهن ..
ويصف لنا ذلك المتألّم نفسه بوصفٍ يعبّر عما وصل له وكأنه مصبآحٌ
يضئ للنآسِ طريقهم , ومصبآح الطريق في الغآلب لايجد الاهتمام من
قبل المآآرة ففائدته في انارة دربهم ولايلقون حتى النظر إليه , فهو يرى
نفسه كذلك المصبآح الظآهر منه نورهـ ولكن مايكمن دآخل هذا النور
لا أحد يعلمه اطلاقًا..
حالةٌ أخرى يقرأها لنا القيصر موسيقيآ بشكل خرآفي ومعبّر جدًا وينقلنا إليها
الشآعر متقمصًا بها ذلك الموجوع , فيصف نفسه بالعجز عن الخوض في العشق
وذكر لنا الشآعر أمثلة تعبّر عن العجز فعلاً ولها مدلولاتها ( نملة – غيمة – حصآة )
ولو فكرنا قليلاً في مدلول كل لفظ مما سبق لرأينا الابهآر في الاختيآر ..
العجز في عشق هذه الألفآظ يكمن في أن النملة تعتبر من أصغر المخلوقآت
وأضعفها وقد لاتُرى أحيآنًا فهو يعجز عن عشقها , والغيمة ليست ثآبتة وقد
تزول بمجرّد هطول المطر منها , أمّا الحصآة فهي جمآد لااحسآس ولاشعور
فوصلت به حآلته للعجز حتى عن عشق ذلك الجمآد !!!
فلم يعد للحب طعمٌ أو لونٌ أو مذآق لديه وبعد تنقلاته الكثيرة من حب هذه وتلك وجد
أن حب ذآته والاكتفآء بهذا الحب أفضلها , ويبدو أن ماعآيشه أفقده ذلك الشعور
الجميل وذلك الاحسآس العآلي الرفيع , وسُدّت جميع طرق النجآة لديه الا طريق
وآحد وهو كتآبته لكل ماعايشه ومايشعر به ..
اشكرك على ماكتبت من تحليل جميل لقصيدة العملاق نزار قباني، ولكن دعني اضيف هنا انه عندما قال
השבמחקانا عاجز عن عشق اية نملة او غيمة عن عشق اي حصاة
فهو يصور لنا انه فشل حتى في عشق الطبيعة و جمالها الخلاب
شكراً لمشاركتنا هذا الابداع