:: الجريدة ::
كلمآت .. بدر بن عبدالمحسن
ألحآن .. محمد شفيق
غنآء .. الموسيقآر كآظم السآهر
ادري وش سر الجريدة
به أحد .. يقطع وريده
وينزف أخبارٍ جديدة
وحنا نقراها الصباح
دنيا مكتوبه فـ ورق
دنيا من دم .. وعرق
دنيا مجنونه أرق .. وهمّ
انسرق .. إحترق .. المُهم
كلها أخبارٍ سعيده
وحنا نقراها الصباح
لو طبعنا صفحة ما فيها خبر
لا حروف .. ولا صور
صفحة يملاها البياض
صفحة تملانا بياض
ما يعكرها الحبر
بتكون الصفحة الوحيدة
اللي نقراها الصباح
..
الجريدة , ثورة في اختيآرات القيصر وثورة في الأدآء أيضًا والبصمة السآهرية الوآضحة
في التلحين الشفيقي ’,
قصيدة تحمل فلسفة عآلية في جميع حروفها , فلسفة تجعلنا نتأمل ونتوقف كثيرًا في
تفسير ماتحويه السطور ومابين السطور أيضًا , فالقصيدة تعتبر من السهل الممتنع وما
أكد ذلك عدم ادرآك بعض السآهريين لها عند انتقآدهم ’,
كلمآت بسيطة وتكمن بسآطتها في حديثها عن تلك الأورآق التي نتصفحها كل صبآح
لنعرف جديد العآلم في جميع المجآلات ’,
تبدأ القصيدة بجوآب لسؤال غير معلن وهو ( سر الجريدة ) , فيخبرنا أنه يعلم ماهو سر
الجريدة , حيث لاسر لها في الأصل ولاجديد لتلك الصفحآت فما نقرأه اليوم سنقرأه
غدًا وبعد غد , وربما يقصد في السر هو الهدف من نقل تلك الأخبار الأليمة وتأثيرها
على قآرئها ’,
تطرقت هذه الكلمآت إلى محتوى الوريقات الصبآحية , وبدأ يخبرنا كاتبها عما نقرأه
فيها بشكل يومي , من الخلافات والحروب بين بعضنا البعض وهنا نرى ايحآء
بذكره ( الوريد ) وقد يكون القصد منها المشآكل والفتن بين أبناء الشعب الوآحد
أو حتى بين جميع النآس باعتبآر أن الجميع أخوة , فاستخدآم الوريد هو كناية عن
القرب , وقد يكون لها مدلول سطحي بمعنى الانتحآر , وهنا نجد عمق هذه القصيدة ’,
يصف لنا الشآعر هذه الدنيا التي نخوض غمارنا فيها , والتي نجد جميع أخبارها
في هذه الصفحآت المسمآة بـ ( الجريدة ) , وكأنه هنا يصف الكثير الكثير سواء
من يعيش في هذه الدنيآ , أو من له علاقة بهذه الأخبآر الحزينة , أو حتى من يقوم
بطرح هذه الأخبآر ’,
وفي حديثه عن الدنيا كأنه يتحدث عن البشر ودلالته هنا استخدآمه لـ ( دم , عرق )
وهو يرى أن هذه الدنيا ( البشر ) تعشق الهم والأرق بقراءتها لتلك الأخبار والتفكير فيها
ليل نهآر , وفي الأخير لاتتجآوز مجرّد أخبار من كثرتها وكأننا نقرأها بسعآدة كل صبآح
وقد يكون يقصد بالسعآدة هنا تلك الابتسآمة السآخرة التي تُرسم على شفاهنا عندما
نقرأ أحدآث العآلم المؤلمة والمكررة بشكل يومي ’,
يختم الشآعر فلسفته بافترآضه لو كانت هنآك صفحة في تلك الجريدة بيضآء لاتحوي
أخبآرًا ولايعكرها ذلك الحبر الذي أصبح لايكتب سوى في الموت والسرقة والحرق
والدمآر , فستكون هذه الصفحة هي الصفحة التي سنقرأها فقط رغم بيآآضها , دليل أننا
مللنا من جميع مايذكر في الاعلام المقروء من هموم تصيب القارئ بالأمراض والعلل
ونجد مدلول رآئع في قوله ( صفحة تملانا بيآض ) , والمعروف أن المقصود باللون الأبيض
אין תגובות:
הוסף רשומת תגובה